سورة يوسف - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
{فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ} أي في قصتهم وحديثهم {ءايات} علامات ودلائل على قدرة الله وحكمته في كل شيء {لّلسَّائِلِينَ} لمن سأل عن قصتهم وعرفها.
وقيل آيات على نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم للذين سألوه من اليهود عنها، فأخبرهم بالصحة من غير سماع من أحد ولا قراءة كتاب. وقرئ: {آية}، وفي بعض المصاحف: عبرة، وقيل: إنما قص الله تعالى على النبي عليه الصلاة والسلام خبر يوسف وبغي إخوته عليه، لما رأى من بغي قومه عليه ليتأسى به.
وقيل أساميهم: يهوذا: وروبيل، وشمعون، ولاوي، وربالون، ويشجر، ودينة، ودان، ونفتالي، وجاد، وآشر: السبعة الأولون كانوا من ليا بنت خالة يعقوب، والأربعة الآخرون من سريتين: زلفة، وبلهة. فلما توفيت ليا تزوج أختها راحيل، فولدت له بنيامين ويوسف.


{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)}
{لِيُوسُفَ} اللام للابتداء. وفيها تأكيد وتحقيق لمضمون الجملة. أرادوا أنّ زيادة محبته لهما أمر ثابت لا شبهة فيه {وَأَخُوهُ} هو بنيامين. وإنما قالوا أخوه وهم جيمعاً إخوته، لأنّ أمّهما كانت واحدة.
وقيل {أَحَبُّ} في الاثنين، لأن أفعل من لا يفرّق فيه بين الواحد وما فوقه، ولا بين المذكر والمؤنث إذا كان معه (من) ولا بد من الفرق مع لام التعريف، وإذا أضيف جاز الأمران. والواو في {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} واو الحال. يعني: أنه يفضلهما في المحبة علينا، وهما اثنان صغيران لا كفاية فيهما ولا منفعة، ونحن جماعة عشرة رجال كفأة نقوم بمرافقه، فنحن أحقّ بزيادة المحبة منهما، لفضلنا بالكثرة والمنفعة عليهما {إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضلال مُّبِينٍ} أي في ذهاب عن طريق الصواب في ذلك. والعصبة والعصابة: العشرة فصاعداً. وقيل: إلى الأربعين، سموا بذلك لأنهم جماعة تعصب بهم الأمور ويستكفون النوائب. وروى النزال بن سبرة عن عليّ رضي الله عنه: {ونحن عصبة}، بالنصب. وقيل: معناه ونحن نجتمع عصبة.
وعن ابن الأنباري هذا كما تقول العرب؛ إنما العامري عمته، أي يتعهد عمته.


{اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
{اقتلوا يُوسُفَ} من جملة ما حكى بعد قوله: إذ قالوا: كأنهم أطبقوا على ذلك إلا من قال {لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ} وقيل: الآمر بالقتل شمعون، وقيل: دان، والباقين كانوا راضين، فجعلوا آمرين {أَرْضًا} أرضاً منكورة مجهولة بعيدة من العمران، وهو معنى تنكيرها وإخلائها من الوصف، ولإبهامها من هذا الوجه نصبت نصب الظروف المبهمة {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم. والمراد: سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها، فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم؛ لأنّ الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل بوجهه. ويجوز أن يراد بالوجه الذات، كما قال تعالى: {ويبقى وَجْهُ رَبّكَ} [الرحمن: 27] وقيل {يَخْلُ لَكُمْ} يفرغ لكم من الشغل بيوسف {مِن بَعْدِهِ} من بعد يوسف، أي من بعد كفايته بالقتل أو التغريب، أو يرجع الضمير إلى مصدر اقتلوا أو اطرحوا {قَوْمًا صالحين} تائبين إلى الله مما جنيتم عليه. أو يصلح ما بينكم وبين أبيكم بعذر تمهدونه. أو تصلح دنياكم وتنتظم أموركم بعده بخلوّ وجه أبيكم. و{تَكُونُواْ} إمّا مجزوم عطفاً على {يَخْلُ لَكُمْ} أو منصوب بإضمار أن والواو بمعنى مع، كقوله: {وَتَكْتُمُواْ الحق} [البقرة: 42].

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8